هو من المحميات الطّبيعية البيئيّة الغنيّة، وهو عبارةٌ عن مدخلٍ يتوسط إفريقيا وآسيا ويمتد ليصل إلى المحيط مروراً من مضيق باب المندب وصولاً لخليج عدن من الجهة الجنوبية، ومن الجّهة الشّمالية يحدُّه خليج العقبة، وخليج السّويس، وصولاً لشبه جزيرة سيناء، تتمتّع جزر البحر الأحمر بطبيعةٍ خلابةٍ وبيئةٍ نباتيةٍ متنوعةٍ وحيوانية، كما توجد بها بعض المناطق الأثرية التي تزيد من جمالها.
تتعدّد جزر البحر الأحمر لتصل إلى ما يقارب أربعين جزيرة، وتتصف بصغر حجمها، بعضها جزرٍ ساحليةٍ تُزين سواحلها الشّعب المرجانية المتنوّعة والجميلة ويعود الفضل في هذا الأمر لطبيعة المناخ بسبب مرور المياه لخليج عدن وتبديلها مع مياه المحيط الهندي، وبحر العرب، والكفاءة في توزيع المياه وتقليل نسبة الملوحة بسبب التّبخر الزّائد في منسوب المياه، وتُوجد جزرٌ أخرى محيطيّة والتي أخذت طابع الجزر التي تتشكّل داخل أعماق المحيطات على عمقٍ كبيرٍ نتيجة الحِمم البركانية ووصولها إلى نسبٍ مُتراكمةٍ مستويةٍ مع الجبال.
جزر الجفتونتعتبر أولى جزر البحر الأحمر التي صُنفت كأول محميةٍ بيئيةٍ طبيعيةٍ تضم أنواعاً مختلفةً من الطّيور وأهمها طيور العقاب النّسارية ، والنّورس ذو العيون البيضاء، حيث تضم ما يقارب أكثر من 50% من طيور النّوارس في العالم، إضافةً لعددٍ من الزّواحف خصوصاً السّلحفاة التي تتميز بمنقارٍ صقري، كما أنّها حظيت بالمرتبة الأولى من النّاحية السّياحية كونها الجزيرة التي يُسمح بالنّزول عليها والتمتّع بمناظرها الجميلة والخلابة، ويصل لها يومياً العددي من السيّاح لقضاء أوقاتٍ ممتعةٍ على شواطئها ولممارسة الغوص والسّباحة.
تعرضت جزر الجفتون لعوامل بيئيةٍ، فتصدَّعت وانقسمت وتم تصنيفها إلى قسمين وهما جزر الجفتون الكبرى، وجزر الجفتون الصغرى، فأمّا الكبرى فلها الحظُّ الأكبر في تحقيق نموٍّ استثماري وسياحي، وتتميز بطابعٍ مرجاني وحشائش بحرية فريدة، وتصل مساحتها لتصل إلى 12 كيلومتراً مربّعاً، أما الجزر الصّغرى فتحيط بها هضابٌ مرجانية وحُدِّدت مساحتها لتصل إلى ثلاثة كيلومترات مربّعة.
تتمتع جزر الجفتون بطبيعةٍ خلابةٍ طبيعيةٍ ابتداءً برمال السّاحل البيضاء ومياهها الصّافية العذبة، وشواطئها الجميلة والتي تستقطب يومياً كمّاً من السُّياح، كما تحتوي على أربعة عشر موقعاً صُنِّفوا من أجمل مواقع الغوص وأكبرها، وتتواجد فيها أماكن أخرى لممارسة رياضات بحريةٍ مختلفةٍ، وضمَّت أكبر تجمُّعٍ للدّلافين فيها.
يعتمد الكثير من الأشخاص في منطقة الغردقة على جزر الجفتون كمصدر رزقٍ أوليّ لهم؛ فمنهم كثيرون يعملون في القطاع السّياحي، وممارسة الغوص ومهاراتٍ بحريةٍ مختلفة، كما أُطلق عليها الجنّة التي لم يحظ برؤيتها الكثير من المصريين؛ ففيها من الجمال الطّبيعي الخلاّب ما يدعو الجميع لزيارتها.
المقالات المتعلقة بجزيرة الجفتون بالغردقة